نعيش الحياة بكل تفاصيلها ،بكل ما تحمله من حزن وشجن ،من سعادة وغبن..أحيانا بقلب نابض.... وبنفس متثاقلة أحيانا كثيرة !!!!
فسحة الأمل فيها هي الأحلام ..جميلة .. تحلق بنا عاليا ..تسمو بأرواحنا ،تبدد وحشة وظلمة الأيام التي نعيشها !!
الحلم يكسر قالب الحزن ويجدد روح الحياة ،تصبح البسمة رفيقة دربنا بعد ما كانت هجيرة ثغرنا!! تُقبل علينا الحياة ونقبل عليها بعد ما كنا نصّد عن بعضنا جفاء وجحودا!! ما أجملها من أحلام..نبني ما نشاء من قصور ودور عمادها التفاؤل ،جدرانها سعادة موعودة وفراشها ورد منثور!!
ولكن من بين تلك المشاعر الجميلة يبقى هاجس القلق قابعا داخلنا متربص بنا… تجزع النفس من تلاشي الحلم ،وتدريجيا تنحسر تلك الدافعية كل ما نصطدم بالواقع ونواجه الظروف القاسية التي تحول بيننا وبين ما نحلم به!!! فنصحو فزعا على ألم متوقع ،أو حزن قادم من أفق الخيبة البعيد أو حتى دمعه مجهولة تهطل من سماء عيوننا المترقبة لسعادة مفترضة!!!
نعيش الصراع ؟؟!! صراع بين حلمنا وبين الواقع الذي نعيشه ؟؟؟!!!
لحظة ما نسعد بالحلم تغتالنا ظروف الواقع فتتلاشى روعة الأحلام ونتجرع كأس الخيبة من هجرة الأحلام ديارنا ..وكأنها ضاقت ذرعا بالبقاء معنا !!! أو أنها ترانا لا نستحق أن نعانقها!!!
أحقا جميل أن نحلم!! أم الأجمل أن نعيش غضاضة واقعنا ونتقبله !!! وكفا بنا تحليقا في خيال الأحلام!!!
في باكورة الحلم تتقد المشاعر ونكون في قمة السعادة والترقب ونحيا في عالم مختلف!!! ولكن يوم بعد يوم حينما نضع أقدامنا على أرض الواقع ونُنحي أحلامنا جانبا ،نتفكّر في واقعية الأحلام فنجد أننا حلّقنا بعيدا عن الواقع أو ربما بالغنا في مجرد التحليق!!!
نحلم ونعيش الحلم بكل تفاصيله ويتغلغل في أعماق روحنا حتى يصبح جزء منا ولكن في المحصلة يبقى مجرد حلم!!!