بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة قصيره من دوحة الادب اكتبها لكم
بدأت حبات المطر تتساقط حبة وراء حبة على نا فذة غرفتها التى تطل على شارع كبير تدور حوله انواع من الاشجار وفى احد منحنياته انتصب بيت فى مقدمة الشارع ليعانق السحب ويستقبل الشمس ويودع القمر,وعند بابه يا سمينة جميلة تسلقتعلى جنباته لتستقبل كل زائر وكأنها البواب.وعلى جنبات الدار تفوح رائحة الليلك والريحان وفى وسط الحديقه انتصبت زنبقة اميرة الحديقة وسيدة الجمال .
سقطت حبات المطر على وجه مريم لتداعب وجنتيها الورديتين لتبتسم لها ,تحركت من مكانها على كرسيها الصغيرلتقترب من النا فذهلتلا طف حبات المطر فرحه بقدومها.
مريم بنت فى ربيع العمر هى الكبرى بين اخوانهاالاربعه , تقطن قريه صغيره تطل على سفوح الجبال , ابدعها الله ووضع فيها من الجمال وسحر الطبيعه ما جعلها عشيقة كل زائر.
جلست مريم تراقب كل من يمر من هذا الطريقالذى يمتد امتداد الافق فهى تستأنس بوجوده اذ هو الصديق القريب الى قلبها ,فتجا لسه من الصباح وحتى موعد النوم,لا تمل منه ولا يمل منها,فلدى كل منهما الكثيرمن الاسرار ليحكيها للاخر.
اثناء مراقبتها تتعجب مريموهى تنظر بعينيها البريئتين من كثر ة الناس الذين يمرون من هذا الطريق وفى داخل المزل لا يوجد احد يؤنس وحدتها ويملأ فراغها الذى اذبل غصنها ,واشحب لونها,وخطف الابتسامه من شفتيها .
انها السابعه صباحاً موعد قدومها لماذا تأخرت؟!ليس من عادتها ان تتأخر علي.بدأت تراقب الباب تنتظر مسكته ان تتحرك لتعلن عن قدومها وما هى الا ثوان حتى فتح الباب لتطل امام مريم تحمل الطعام , وضعت صحناً صغيرا
يضم قطعت خبز وجبن وكأس ماء امامها وهر عت لتغلق الباب متجا هلة نظرات مريم . وعند طرفى الباب يطل اخوها الصغير مبتسماً فى وجه اخته التى لا يراها الانادراً وربما صدفه حتى ان شكل مريم محى من زاكرته ,ومرت المور بسرعهة لم تفخم مريم ما حدث ولكنها فهمت من دموع اخيها ما دار بينهما . وسرعان ما اغلقت الباب لتغلق معها امل مريم فى توقف الذمن لتبقى الى جانبها .
نظرت الى الطعام: هل انا انتضر قدومك ام قدومها ؟!لماذا تتجاهلنى رغم حاجتى اليها ,لماذا تهرب من نظراتى ؟!لماذا تهرب من همساتى التى طا لما داعبت قلبها الذى نسينى ولم يهتز لرؤ يتى ,لماذا تتجاهل دمعتى الدافئه,لماذا احرم من اخوتى وانسى طعم السعاده؟لماذا لااذكر بينهم الا صدفه ولا يعلم احد بوجود مريم؟لماذا؟؟..الاننى معاقه؟لا استطيع النطق او المشى , اتعاقبنى بزنب لم ارتكبه وقدر قد وضعت فى طريقه؟لماذا لاتنظر الى يديالنا عمه ووجهى المشرق الذى يبعث النور والطمأنينه فى كل من يراه , لماذا لاتنظر الى شفتى الورديتين وقلبى الصافى الذى لايحمل الحقد لاحد.لماذا لا تنظر الى محاسنى دون عيوبى.
كانت مشاعر مريم بركانا ً بدا خلها ينفجر ليخرج مع دموعها ,اغلقت امها الباب متجا هله دموع مريم التى طا لما تمنت ان تنا ديها (امى)وطالما تمنت ان تركض خلفها وتجذب طرف ثوبها لتقبلها لتضمها هاتان اليدان اللتان امتد لتغلقا الباب.....
حركت كرسيها الصغير التى تعبت يداهامن دفعه صوب نا فذة الغرفه لتنظر الى الطريق الذى الفته .. تنهدت..اخرجت زفرة من صدرها كادت ان تخرج روحها معها..
ما كل هذا؟هناك حركه غريبه فى الخارج..اخذت مريم تراقب بهتمام بالغ انهم والدها واخوتها استعدو ليقوموا بنزهة. رقص قلبها الصغير بين ضلوعها على امل الذهاب معهم.اخذت تراقب الباب بلهفة ولكن السياره تحركت ولم يأت احد ليفتح الباب..يمسح دمعتها ..يضمها .. يأخذها..
مرت الساعات ثقيله على مريم,تضايقت من وحدتها وكأنها وليدت اليوم, شعرت بالبرديسرى فى اوصالها فرفعت يدها الى انفاسها لتدفئهما,نظرت عبر النا فذة الجو جميل فى الخارج,لماذا لا اخرج!!هم خرجو ولم يأ بهوا بى وكأنى لست موجوده.احست ان هناك شيئاً داخلها يريد ان يخلرج وان هناك من يدعوها اليه, امتدت يداها الى الباب الذى طا لما تجا هلت وجوده,امتدت لتمسك قبضته البارده حركته نظرت عبره لايوجد احد,لااحد يهتم بمريم حتى هذا الباب .. حركت الكرسي لتنظر الى معالم بيتها وبدات تتجول هنا وهناك وكأنها زائره قدمت اليه .. تحرك الكرسي ليصل بها الى الحديقه التى طا لما تمنت ان تخرج اليها وتلعب بين جنباتها فأحست ان الحديقه هى التى نا دتها فلبت الدعوه.. وها هى الان تحيها وتضمها وتستقبلها اليا سمينه.
اخذت تلا عب اوراق الزهور وتحدث انواع الطيور وتهمس الى ريحانة الدار دون ان يسمع احدمن المارين الاسرار..رحب بدعوتها الطريق لترى معا لمه الغريبه فهو عالمها الغريب الذى طالما تجاذبا اطراف الحديث من خلال نا فذتها فهو الصديق الذى لا حدود له فى عالمها الصغير.
بدأ الكرسي يسير بها بين عرصاته وتجذبها رائحة زهوره فتقترب منه اكثر فأكثرحتى غربت شمس ذلك اليوم.
رجع الوالدان الى الدار..ما هذا؟؟ الباب مفتوح.. اين مريم؟!..اين هي؟!وتبدأ رحلت البحث عنها .لقد اصبحت موضع اهتمام الجميع الذين طا لما تجاهلو ا وجودها ولم يعترفو بها كا فردمن العائلة,وطال البحث عن مريم تلك الفتاه التى تشبه الشمس فى اشراقها ونسيم الصبح فى همساتها......
لم تطالبهم بالكثيرسوى قبلة من امها لعبة من ابيها وابتسامة من اختها ....
لم تطلب الكثير سوى حنان فقدته فى نفوسهم ولم تجده الا فى قارعة الطريق
التى رحبت بهـــــــــــــــــــــــــــــــــ ا!